

جَلَسْتُ عَنْ يَمِيْنِ المَلِكِ
أَسْأَلُهُ
كَيْفَ يَاسَيْدِى حَالُ البَشَر؟
فِى مَدِيْنَتِى العَذْرَاءِ
يَبْكِى الحَجَر
دِمَاءُ تَسِيْلُ فِى الشَوَارِعِ
وَيَلْعَبُ الأطْفَالُ بِرِءُوسِ الضَحَايَا
وَيَرْتَكِبُونَ وَلا يُدْرِكُونَ
تِلالاً مِنْ خَطَايَا
يَا سَيْدِى أَخْبِرْنِى
مَا الخَبَر؟
مَاذَا جَرَى فِى عِقُولِ النَاسِ
لِمَاذَا ضَاعَ الأمَانُ
وَالشَرُ إِنْتَشَر؟
هَلْ تَوارَيْتَ أَنْتَ عَنْهُم؟
هَلْ تَرَكْتَهُم؟
هَلْ يَئِسْتَ مِنْ ظُلْمِهِم؟
هَلْ يَئِسْتَ مِنْ كُفْرِهِم؟
هُمُ يَا سَيْدِى
يُكَفِرُوْنَ بَعْضُهُم
أَيْنَ السَلامُ وَأيْنَ المَوَدَةُ
أَيْنَ الأمَانَ وَقَدْ إِنْدَثَر؟
قُمْ يَا مُخَلِصِى
إِهْزِمْ الطُغْيَانَ
وَالشَيْطَانُ إِرْدِمْ عَلَيْهِ
فِى أَعْمَقِ الحُفَر
البَشَرُ عَاجِزُونَ عَنْ إِعَادَةِ السَلامِ
البَشَرُ يَتَوَغَلُونَ فِى الحِقْدِ
وَفِى الإِنْتِقَامِ
رُوحِكَ القُدُوسُ يَامَوْلاىٌ
تُعِيْدُ لِلْشِفَاهِ المَقْطُوْعَةِ
عَذْبَ الإِبْتِسَامِ
وَتَزْرَعُ فِى قُلُوبِ النَاسِ
إِبْتِسَامَاتِ القَدَر
فَأَنْتَ رَاعٍ للأَرَامِلِ
وَأَنْتَ أَبٌ للأَيْتَامِ
قُمْ يَامُخَلِصِى
مِثْلُ جَبَارٍ يَحْمِى خَلِيْقَتَه
مِنْ أَنْ تَفْنَى
أَوْ تَنْدَثِر
قَلْْبُكَ الخَفَاقُ يَمْلأُ الوُجُودَ
قَلْبُكَ الخَفَاقُ يُنِيْرُ الظَلَامَ
وَيَبْعَثُ فِى النُفُوْسِ البَائِدَةِ
ضِيَاءَ القَمَر